الشيخ العلامة أبوبكر بن أحمد الخطيب صاحب الفتاوى

نسبه الشريف :هو العلامة المحقق الفقيه المدقق، حليف الصدق والورع الشيخ أبو بكر بن الشيخ العلامة أحمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي بكر بن الشيخ جمال الدين محمد بن الشيخ شهاب الدين أحمد الخطيب .ولد المترجم له – الشيخ أبو بكر بن أحمد الخطيب – بمدينة تريم في أجوا سنة 1286هـ من الهجرة، نشأ وترعرع في بيت علم وورع وتقوى توارثه الأبناء عن الآباء عن الأجداد، فوالده الشيخ العلامة العارف بالله أحمد بن عبد الله الخطيب من كبار العلماء أهل الورع والتقى بتريم، بل كان من أعيان تريم وممن لهم المرجعية في العلم والفقه وغيرها من العلوم، بالإضافة إلى من في ذلك الوادي من الرجال كأمثال مفتي الديار الحضرمية الحبيب عبد الرحمن بن محمد المشهور، والحبيب العلامة الداعي إلى الله علوي بن عبد الرحمن المشهور، وغيرهم .ومن أقرانه ومعاصريه الحبيب العلامة والداعي الفهامة الإمام الكبير شيخ الإرشاد والتذكير عبد الله بن عمر بن أحمد بن عمر الشاطري فقد ذكر تلميذه العلامة محمد بن سالم بن حفيظ في كتابه نفح الطيب العاطري في مناقب شيخه الحبيب عبد الله الشاطري عند ذكر المعاصرين له ممن أخذ عنهم وأخذوا عنه وذكر منهم الشيخ الأديب مفتي تريم وغيرها العلامة المنيب أبي بكر بن أحمد بن عبد الله الخطيب. كما كان لهما دور كبير في الدعوة إلى الله وإصلاح الظواهر الاجتماعية , وقد كان الحبيب عبد الله يخرج ومعه الشيخ أبوبكر خطيب في بعض البوادي للدعوة إلى الله وإصلاح بعض الظواهر الاجتماعية وقد يمكثوا فترة في تلك البوادي .وله مؤلفات عظيمه منها 1) الفتاوى النافعة في مسائل الأحوال الواقعة: 2) الرسالة الجامعة فيمن تولى الخطابة بتريم:3) رسالةٌ تبين كيفية تغسيل الموتى . وقد كان الشيخ شاعراً ذا شعر قوي وحيكم في نفس الوقت ومنها قوله
قال الخطيب ابن الكرام هو نجل الأسود***ريح الصباح هبت وبرق السعد يلمع عاللجود
من فضل مولانا كريم الجود هو دائم يجود***جوده بلا منه عظيم الفضل هو نعم الودود
يغفر لنا الزلات ويستر ما نقضنا من عهود***حرّك وازعجنا ودمع العين جاري عا الخدود
لما عزمنا للزيارة زاد شوقي يا عبود***وأرواحنا ارتاحت لذلك وانتفى عنا الرقود
هيا بنا نعزم لوادي اللسك به خير الجدود***سرنا بهمة صادقة زالت بها عنا القيود
يا حاضرين اصغوا لقولي في الذي لي به نسود***هو صاحب المختار من حراسه نعم الأسود
عباد أوسي أشهلي الأصل قائم بالحدود***تاهت به القرية ووادي اللسك فاسمع يا مجود
لاحت لنا البشرى وريح السعد هبت والسعود***بشرى لزواره ومن في حضرته مطرق ينود
وقعت لكم شربه هنيه من ضريحه يا وفود***فزتم ونلتم ما طلبتم بالزيارة والقصود
يا شيخ يا عباد بجاهك ربنا يكرم يجود***نفحة لأولادك ومن في سعفهم تنفي الكبود
يا رب يا غفار ويا سامع من في السجود***عبد مسيء معترف بالذنب مخلف للوعود
مدبر عن الخيرات والطاعات من رب شرود***والآن قد أقبل وفك الخلق طائع أو حسود
فامنن عليه اليوم بتوبة صادقة من غير عود***يرقى بها مرقى رجال قد رقوا عين الشهود
لم يشهدوا إلا العلي الحق موجد للوجود***واختم لنا بالخير إذ حان السفر لمّا اللحود
وافعل كذلك بالأحبة والقرابة والجدود***ومن حضر مجمع زيارة شيخنا عباد جود
والختم صلى الله على الشافع لنا يوم الورود***المصطفى الصفوة حبيب الله من كل الوجود
وقد عمل الشيخ في أماكن عديده يدرس فيها العلم لوجه الله تعال ومنها رباط تريم العلمي وزاوية الشيخ سالم بن فضل بافضل وزاوية مسجد نفيع ودرس في مسجد سوية و قبة الحبيب عبد الله بن أبي بكر العيدروس رحمه الله رحمة الابرار وخلف في ذريته الخلف الصالح وهكذا عاش المترجم له خادماً للعلم والعلماء ذو السيرة المتواضعة، مصروف الأوقات في العلم بالبيت والمسجد وبكل مكان مدرساً ومراجعاً ومفتياً فوق عبادته وغير عبادته حتى ذهبت به المنية إلى رب البرية، وكانت وفاته بتريم عصر يوم الجمعة 27 محرم 1356هـ ودفن في اليوم الثاني يوم السبت 28 محرم بمقبرة الفريط عند مدفن أهله، رحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه الجنة دار القرار، وأخلف الكثير من أمثاله في أهله وذويه وفي جميع المسلمين.
وقد سمعنا ممن حضر تلك الأيام أنه لما وصل خبر وفاة المترجم له إلى الحبيب عبد الله بن عمر الشاطري وكان إذ ذاك في الروحة التي يعقدها عصر كل يوم جمعة إلى العشاء بمولى العرض بتريم تأثر الحبيب عبد الله بذلك وتغير وجهه وقال ما معنى كلامه: من للفتوى لتريم بعد الشيخ أبو بكر الخطيب.
وهكذا ودّعت تريم ووادي حضرموت عالمها ومفتيها المترجم له وبكاها العلماء قبل سواهم من العامة، وقد أقامت جمعية الحق حفل تأبين لوفاة المترجم له حيث كان أول حفل تأبين أقيم في تلك الأيام وقيلت فيه العديد من المراثي.
وقد أرّخ تاريخ وفاته الشيخ محمد بن عوض بافضل في مرثاته التي سيأتي ذكرها بقوله: { الله يغفر }
بحساب حروف الجمل تكون ( 1356هـ )
كما أرّخ تاريخ وفاته أيضاً الحبيب البركة أبو بكر العطاس بن عبد الله بن علوي الحبشي بقوله:
مات أبو بكر ابن أَحْـ***ـمد الخطيب الأشهرُ
فقال فالُ العام أرْ***رِخ ( غابَ نجمٌ نَيِّرُ )
بحساب حروف الجمل تكون ( 1356هـ ) رحمه الله تعالى رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته وأدخله الفردوس مع الصدقين والشهداء والصالحين والله أعلم
منقول : صفحات من حياة
مفتي تريم الشيخ أبي بكر بن أحمد الخطيب