ترجمة الإمام محمد بن عمر أبو مريم ترجمة الإمام محمد بن عمر بن محمد بن أحمد ابن الأستاذ الأعظم الفقيه المقدم : (( نقل من المشرع الروي الجزء الثاني ص14 )) المشهور بصاحب المصف – في منطقة قسم – حدث عنه ولا تخف إمام المعارف على الأبد السابق للعليا سبق الجواد إذا استولى على الأمد العابد الناسك الورع السالك ، محي الليالي بالقيام والأيام بالصيام ، جامع أشتات الفضائل المتفرقات فاتح خزائن الأسرار الغامضات .
ولد بتريم وحفظ القرآن الكريم واعتنى به وعمل بما فيه وتأدب بآدابه وحفظ كتاب التنبيه وقرأه على الشيخ محمد بن أبي بكر باعباد بعد عرضه عليه وصحب العارف بالله تعالى عبدالرحمن السقاف وتخرج به واخذ عن العلامة محمد بن أحمد بن الأستاذ الأعظم وغيرهم من أكابر علماء دهره وأولياء عصره .
وكان هو والسيد الجليل محمد بن حسن بن جمل الليل رفيقين في الطلب وشريكين في الجثي بين المشايخ على الركب حتى برعا في العلوم الشرعية والفنون الأدبية .
صورة من داخل المعلامة وفيها الترجمة الكاملة للمؤسس رحمه الله تعالى
وأجتهد صاحب الترجمة في الطاعة ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً واشتغل بعلوم القرآن وجلس لتعليمه الصبيان فحفظه عليه جم غفير وختمه على يديه ((300)) ما بين كبير وصغير ومن ختم منهم أمره بحفظ ربع العبادات من التنبيه ثم يصله ويعيده عليه فأفاد الطالبين وربى السالكين .
وكان يوزع أوقاته في العبادات حتى ضرب به المثل في حفظ الأوقات وكانت عادته أنه يقوم ثلث الليل الأخير ويقرأ ثلثي القرآن بترتيل وتدبير ويستمر في المسجد وهو معتكف ويستمد من بحار الفضل ويغترف إلى أن يصلي صلاة الضحى أول النهار ثم يذهب إلى الكتاب (( المعلامة )) لتعليم الصغار ويشتغل به إلى ترتيب الزوال فينام وقت القيلولة ويصلي الظهر أول وقته ويعود إلى الكتاب ((المعلامة)) إلى وقت العصر ويشتغل بعده بالأوراد بعد المغرب يقرأ القرآن إلى يصلي العشاء وما شاء بعده من النوافل ثم يعود إلى بيته فهذا دأبه كل يوم .
وكان يصوم الاثنين والخميس والجمعة وأيام البيض وشهر رجب صيفاً وشتاءً وكان يغتسل لكل فرض مواظباً على الوضؤ في جميع أوقاته وإذا انتقض وضؤه توضأ وإذا أراد الصلاة وهو متوضئ جدد وضوءه وكان يراعي خلاف العلماء المجتهدين لا سيما الأربعة المجتهدين.
وكان الشيخ عبدالرحمن السقاف يقول لو وقع اجتهاد محمد بن عمر على جبل لدكه.
وكانت أخلاقه أرق من النسيم في الهبوب وشمائله تملأ العيون والقلوب ، فكان يصفح عن المذنب والجاني ويعطف على القاصي والداني ، قليل الغضب سريع الرضا، قال الشيخ محمد بن حسن جمل الليل صحبت السيد محمد بن عمر أربعين سنه فما رأيته غضب قط .
وقال كثيرون من تلاميذه ما سمعناه شتم أحد ولا غضب على أحد من البلداء .
ثم رحل إلى مدينة قسم راضياً بما حكم الله وقسم وأختار التوطن فيها وعمر مسجد المصف بها ولازم الاعتكاف فيه وكان ملاذاً للواردين عليه وجلس للتدريس في تلك البلاد وانتفع به كثير من العباد وكان مستجاب الدعوة لا سيما دعاؤه وقت الرجا وربما حصلت مئة كرامات وقت الضرورات.
منها أن سلطان تلك الديار صادر بعض التجار فشفع فيه صاحب الترجمة فلم يقبل فقام في غد سيقتل فكان الأمر كما قال وطيف برأسه في الأزقة والجبال.
ومنها أن خادمه حمل له سراجا في ليله مظلمة فانطفأ السراج فلم ينظر الخادم الطريق ففتح فيه فإذا هو يضيء أحسن مما كان .
وكان رضي الله يرغب في صحبة الفقراء ويكرم الأيتام والغرباء .
ولما رأى الزمان قد اختل وأبصر ما ليس له به قبل من شح مطاع ودنيا مؤثره وهوى ذي ابتداع وإعجاب كل ذي رأي برأيه وذلك عين الابتداع أنعزل الناس وأقبل على خاصة نفسه والعمل بما ينفعه بعد حلول رمسه إلى أن أنقضت مدة عمره.
وتوفي رضي الله عنه بعد أن صلى العشاء لعشر خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة هجرية 10/ربيع الأول/822هـ ولما احتضر سمع من عنده قارئاً يقرأ (( يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ )) (التوبة:21) ولما طلعت روحه أنحاء المحل نوراً حتى غطى نور السراج. وصلى عليه صاحبه محمد بن حسن جمل الليل وأدخله قبره وسمعه حين ألحده يقول يا ساعة العون يا أبا حسن وهذه كلمة عندهم تقال عند السرور وسمعه الصالح محمد بن أبي بكر بافضل يقول (( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ )) ودفن بمقبرة زنبل وقبره بها معروف .
وهذه عدد من الصور من داخل وخارج المعلامة
صورة القبة مع مديرها الحالي السيد علي بن طاهر العيدروس اطال الله
صورة مدير المعلامة السيد علي والسيد عبدالله بن عبدالرحمن بن شهاب المدرس بالقبة اكثر من 30 سنة
صورة القبة من الداخل
صورة جماعية لطلاب المعلامة
تم بحمدالله