اشتهرت مدينة تريم منذ القدم بالعلم والعلماء وبكثرة المساجد والزوايا وقصدها طلاب العلم فعانى طلبة العلم الوافدين إلى تريم وبالخصوص الغرباء منهم إلى صعوبة في المسكن وفي مكان يأوون إليه ويجتمعون فيه لمراجعة دروسهم فاتفق رأي أعيان مدينة تريم على فكرة تأسيس الرباط
التأسيس
بعد أن تشاورا أعيان مدينة تريم على فكرة تأسس الرباط على يد نخبة من العلماء وأعيان مدينة تريم من آل الشاطري وآل الحداد وآل الجنيد وآل السري وآل عرفان، برئاسة مفتي الديار الحضرمية آنذاك السيد العلامة عبدالرحمن بن محمد بن حسين المشهور مؤلف كتاب (بغية المسترشدين) وذلك في عام 1304هـ الموافق: 1886م.
وكان افتتاح الرباط بعد تشييد المبنى في يوم 14 من شهر محرم لعام 1305هـ الموافق: 1 أكتوبر 1887م.
وقد أرخ بعض الشعراء هذا الافتتاح:
ولمولانا جزيل الحمد سرمدا***على نفحات إحسان تجددْ
بدا للعلم في الغناء برجٌ***وطالعه على الأكوان أسعدْ
بهمة أنفس للمجد تسمو***ونحو مراتب الأفلاك تصعدْ
عليه سرادق الحفظ الإلهي ***وترعاه عناية آل أحمدْ
كفيل بالنجاح وبالترقي***لمن رَامَ العلوم بصدق مقصدْ
جزي أستاذه ومديره والـ***ـمُعاون فيه بالأجر المؤبدْ
فقل للطالب المشتاق أَرخ***رباط العلم للتقوى مشيدْ
سنة 1304هـ 212 171 567 354
فقدم إليه طلاب العلم من مختلف مناطق اليمن ومن شتى أنحاء البلاد الإسلامية مثل: إندونيسيا وإفريقيا والصومال والحبشة ودول الخليج وغيرها، والتحقوا بالرباط وافتتحت الحلقات الدينية والعربية .
فقد كان عدد العلماء الذين تخرّجوا من الرباط في هذه بدايته قرابة ثلاثة عشر ألف عالم ما بين قاضٍ ومفتٍ ومدرسٍ وواعظٍ ، وأما الذين درسوا فيه ونالوا نصيباً من تعاليم دينهم واقتصروا بعضهم على دراسة المختصرات فهم أضعافٌ أضعاف مضاعفة، وقد فُقدت هذه السجلات أيام الحكم الشمولي فقد قاموا بأخذها مع ما تحتويه مكتبة الرباط.
وأما المدة التي يمكث فيها الطالب فلا تتحدد بمدة ولا فترة ولكن يتحكم في ذلك استعداد الطالب والمريد واجتهاده وذكاؤه كما يعطي الطالب عند مغادرته شهادة تعادل مستواه وحصيلته العلمية التي تحصل عليها.
إدارته :
وتولى إدارته العلمية منذ تأسيسه وافتتاحه السيد العلامة عبدالرحمن بن محمد المشهور وذلك من عام 1304هـ حتى عام 1314هـ ،
ثم تولى بعده مقام الإدارة والتدريس السيد العلامة عبدالله بن عمر الشاطري وذلك استكمال طلبه للعلم الشريف في مكة المكرمة فتولى إدارة الرباط من عام 1315هـ إلى أن توفاه الله بتريم عام 1361هـ، وحسبت المدة التي درس فيها وكانت مجاناً لوجه الله الكريم قرابة خمسين عاماً.
ثم تولى إدارته من بعده ابنه السيد العلامة محمد المهدي وذلك من عام 1362هـ إلى أن أغلق الرباط من قبل النظام الشمولي .
ثم بعد إعادة الوحدة المباركة تم افتتاح الرباط على يد أبناء الحبيب عبدالله بن عمر الشاطري وهم : حسن وأبوبكر وسالم إلى وقتنا الحاضر.