وصيته رضي الله عنه لتلامذته وغيرهم باغتنام الأوقات ومعرفة قدرها
فمن وصاياه لتلامذته ومريديه أنه كان كثيراً ما يحثهم ويوصيهم باغتنام الأوقات ويعرّفهم قدر أهمية الوقت والزمن ويحثهم على صرفه فيما يعود عليهم بالنفع الدائم في الدنيا والآخرة .
فقد قال رضي الله تعالى عنه : [أهم شيء في الحياة اغتنام الأوقات , فلا يضيّع الإنسان وقته في الكلام الفارغ أو في المباراة أو عند التلفزيون وأطم ما كان أن يضيّع وقته عند التلفزيون , قال القائل:
(إنما أنت أيام فإذا * ذهبت ذهب بعضُك ) ] .
ثم قال أنا أشوف الذي يبذّر بوقته ويسرف فيه أطم من الذي يبذر بماله , يقول الله تعالى: [وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ] لأن المال يرجع بدله والوقت لا يمكن يرجع بدله .
وكان كثيراً ما يذكر قوله صلى الله عليه وسلم:[ مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ رَبَّهُمْ وَيُصَلُّوا فِيهِ عَلَى نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ]( ) قال سيدي ومعنى ترة : أي حسرة وندامة.
وكان كثيراً ما يذكر قول سيدنا الإمام الغزالي : [كل نفس من أنفاسك جوهرة لا قيمة لها إن صرفتها في طاعة الله تعالى وهي حسرة وندامة كبرى إن صرفتها فيما لا فائدة إذ لا بديل لها] اهـ معنى .
وكان يقول : إن النوابغ من المتقدمين ما نبغوا في تحصيل العلوم النافعة ونفع الأمة إلا بمعرفة أهمية الوقت ومحافظتهم عليه, ما جاهم ذلك بالنوم , حتى أهل العلوم الدنيوية , والاختراعات العصرية , لو تتبعتم أخبارهم لوجدتم أنهم ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه إلاّ بمعرفة أهمية الوقت واغتنامه .
وكان كثيراً ما يقول :[ما مضى فات , والمؤمل غيبٌ , ولك الساعة التي أنت فيها] .
وقد جمع الحبيب كتاباً في ذلك وسماه (الوقت أغلى ما يملكه الإنسان ) وهو كتاب نفيس مهم جداً في بابه وهو مطبوع .