وصيته لطلبته وغيرهم بالمداومة على ذكر الله تعالى وكثرة الاستغفاروكان الحبيب سعد رحمه الله تعالى كثيراً ما يوصينا ويوصي طلبته بالدوام على ذكر الله تعالى وعلى الاستغفار , وعلى كثرة الصلاة على النبي المختار صلى الله عليه وسلم , وكان يقول : (اجعلوا لكم كل يوم ورداً من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومن الاستغفار أقلها 300 ثلاثمائة مع الدوام).
وكان يقول : (إن الأعمال لا يظهر سرُّها وبركتها على صاحبها إلا مع الدوام عليها , ما هو يقرأ يوم أو يومين وبعد يفسح , خس شي الكسل مصيبة كبيرة بعض الناس ابتلوا بها ).
وكان يحكي عن شيخه الإمام عمر بن أحمد بن سميط أنه قال : (في آخر الزمان يفقد الشيوخ والمسلكون إلى الله تعالى وأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدوام عليها تقوم مقام الشيخ المسلك الموصل إلى الله تبارك وتعالى اهـ ).
قال وفي الحديث عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : [مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ رَبَّهُمْ وَيُصَلُّوا فِيهِ عَلَى نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وفي رواية (حسرة يوم القيامة)] ( ) .
وكان سيدي كثير الذكر لا يزال لسانه رطباً بذكر الله تعالى في كل وقت وكان يدعونا إلى كثرة الذكر بلسان حاله أيضاً فكانت يده لا تخلو من السّبحة والتسبيح والذكر في جميع أحيانه فلا تلقه ساعة من ليل أو نهار إلاّ وتجده مشغولاً بالذكر والعبادة أو مطالعة كتب أو قراءة قرآن أو ترحيب لضيوف حتى في حلقة حزب القرآن ووقت حضرة السقاف تجد لسانه لا تزال تلهج بذكر الله تعالى لا تفتر ساعة وقد سمعت من سيدي العلامة الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ حفظه الله تعالى يخبر عن بعض خواص سيدي الحبيب سعد أنه قال : [أكملت لنفسي من التعتيقة من الذكر مائة تعتيقة من غير التي اهديتها لغيري] .
قلت : المراد بالتعتيقة الواحدة هي سبعون ألف من لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوابعها وقد أخبر سيدي الحبيب سعد بذلك قبل نحو ثمان سنوات فكم قرأ بعدها إلى يومنا هذا ؟ وقد ورد أن الله تعالى يعتق العبد بها من النار إذا قرأها بهذا العدد أو وهب ثوابها لغيره يعتقه بها من النار والله تعالى اعلم .